بتاريخ
17
ديسمبر 2007
موسم النصب على المسلمين
الرجل الغامض !
فلكى بريطانى من أصل عربى يطوف الخليج
حقيقة السحر تحل مشاكل الصرع والطلاق وتظهر المستتر
** إقتحم الرجل الغريب "الكافيتريا" الملحقة بالسوق التجارى الكبير . كانت مجموعة من الأسر تتناول الحلوى والقهوة .. تسمرت عيونها على الفلكى ذى العباءة الواسعة والحقيبة الفاخرة والمسبحة الطويلة . لحظات من الصمت لفت "الكافيتريا" الكل متجمد بمن فيهم العمال الفلبينيون .
** كان منظر الرجل يوحى بمهابة وغرابة .. العباءة خليجية والعمامة أزهرية والبدلة التى ي رتديها تحت العباءة أوروبية تماماً .
** صوٍّب الرجل نظراته إلىأسرة مكونة من الأبوين وابنيهما .. صاح فى وجه الطفل :
** كيفك يا محمود ؟!
** رد الطفل ببراءة : الحمد لله .
** خبطت الأم على صدرها واضطر الاب للوقوف ! كيف علم هذا الرجل العجيب اسم ابنى ؟!
** النظرات كلها مصوبة نحو الرجل الغريب .. بدأ الهمس يحتل مكان الصمت . علا همس النسوة .. الكل يسأل ويستفسر عن هوية هذا الرجل الغريب .
** شخص واحد يكاد يرتعد .. انه والد محمود .. كان يمكن ان يمر هذا الموقف مروراً عادياً لولا ان عين الرجل كانت بين الحين والآخر ترقب محمود ووالده .
السؤال الصاعقة
** كان الضوء الذى ينبعث من حبات المسبحةجذاباً حتى أن كل الأطفال المتواجدين داخل الكافيتيريا تمنوا لو أعارهم الرجل الغريب اياها للحظات .. فكر بعضهم فى طلبها لكن خوفهم أو خجلهم منعهم من ذلك .. إنهم لا يعرفونه تماماً مثلما لا يعرفه آباؤهم وأمهاتهم .
** طفل واحد كان من الشجاعة والثقة بحيث توجه الى الرجل الغريب ليطلب منه رؤية هذه المسبحة العجيبة .. انه محمود ذلك الطفل الذى ناداه الرجل الغريب محيياً ومسلماً . أجلسه الرجل أمامه .. انهمك محمود فى اللعب بالمسبحة ، وضربات قلب الأم تكاد تسمع ، وقبل أن ينادى الأب على ابنه للانصراف من أمام هذا الرجل الغريب كان السؤال الثانى كالصاعقة : سأل الرجل الغريب : كيفك يا محمود وكيف شقيقتك هدى ؟!!
** يا إلهى كيف علم هذا الرجل اسم ابنتى مثلماعلم اسم ابنى ؟!
** تماسك الأب قليلاً ثم نهض .. اتجه ناحية الرجل الغريب .. مد الرجل يده للسلام ضغط بشدة على يد الأب قائلاً : كيفك ابا محمود ؟
** إرتعاشة خفيفة سرت فى جسم الأب .. تغير لون وجهه نحو الأصفر .. حاول أن يطمئن نفسه .. لعله صديق قديم أو لعله قريب لأحد الاصدقاء فىالمغرب أو فى مصر أو فى لبنان .. لا يدرى من أى مكان جاء هذا الرجل .
** تماسك قليلاً ثم قال بصوت خفيض : الأخ الكيم من أين ؟ عموماً أنا أعرفك لكننى نسيت أسمك .. لقد تقابلنا قبل ذلك ربما فى القاهرة أو فى كازابلانكا وربما فى لندن .. نعم لندن لقد ذهبت هناك أكثر من خمس مرات .. بالتأكيد تقابلنا .
** بصوت عال صاح الرجل الغريب : لم أقابلك قبل اليوم لكننى رأيت وجهك أكثر من مرة ! أما زلت تعانى ؟!
** نعم .. نعم .. لا .. لا .. الآن عرفتك أنت ايرانى الأصل ، أتعرف ابراهيم ؟!
** مرة أخرى يصيح الرجل لست من ايران ولا أعرف ابراهيم ولا أعرفك لكننى رأيت وجهك أكثر من مرة !
** وضع الرجل الغريب يده على رأس محمود قائلاً ما شاء الله ولا حول ولا قوة إلا بالله .. أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة .
** زالت آثار التوتر البادية على وجه الأب .. الآن عرفته انه واحد من أولئك الصالحين القادرين بعون الله على التخفيف عن البشر وفك مشاكلهم النفسية .. يا لها من فرصة رائعة .. وحظ حسن ، لقد اختارنى .. اختار محمود فى البداية وسأله عن هدى .. أى صلاح هذا وأية نفحات؟
** سيدى هل تسمح لى أن أدعوك لتناول العشاء معى فى منزلى ؟!
** آسف يا أخى فأنا مرتبط بآخرين وقد وعدتهم بألا أتحدث أو أزور أحداً سواهم !
** لكننى يا سيدى بحاجة إليك .. لقد ألهمك الله أن تسأل عن ابنى وابنتى وتسألنى عن معاناتى وها أنا اعترف لك أننى لست على ما يرام !
** أما زالت المشكلة مستمرة ؟
** نعم .. مستمرةوقد عرضتها على كبار الأطباء النفسانيين وكلهم حاروا فى أمرها .. تعالى يا أم محمود .. سلمى على أخيك عفواً سيدى .. أنا لم أتعرف علىاسمك بعد !
** انا الفقير إلى الله "هلال"
** أهلاً بك .. سنكون فى غاية السعادة والشرف لو قبلت دعوتنا على العشاء .
** سأحاول !
** هذا هو رقم هاتفنا سننتظر مكالمتك .. نرجوك !
** اطمئنوا تماماً المشكلة فى طريقها إلى الحل وما ذلك على الله بعزيز .
الكرامات تتوالى
** حين نهض الرجل الغريب متأهباً للانصراف كانت عيون الجميع ترقبه وهو منصرف تماماً عنهم ومنشغل بالنظر فى سقف الكافيتريا متمتماً ببعض الكلمات غير المفهومة !
** بسرعة تحركت سيارة الاسرة صوب بيتها .. الفرحة ترفرف من النوافذ والأمل يشع فى عيون الزوج والزوجة ومحمود وهدى منشغلان بالنظر من النافذة الخلفية إلى السيارات التى تسبق سيارة والدهما .
** بعد ساعتين من الانتظار والقلق رن جرس الهاتف .. كان هو ..
** ردت أم محمود .. سألها بسرعة من المتحدثة ؟ قالت : فاطمة ! قال : أم محمود ؟! قالت : نعم .. قال : سآتيكم عقب صلاة العشاء مباشرة .. قالت : يا له من خبر رائع سنكون فى انتظارك .
** كانت الساعة تقترب من الرابعة عصراً .. الوقت كاف لطهو عشاء فاخر يليق بالرجل الغريب وكراماته المتعددة .. استغاثت بشقيقتها المطلقة وراحتا تتفننان فى المائدة الكبرى ..
الزوجة تختبىء فى المطبخ
** فى حجرة الضيوف راح والد محمود يحكى بلا تحفظ عن مشكلته .. انها مشكلة زوجته التى تصاب بحالة عصبية تأتيها فى النصف الأخير من كل ليلة .. حالة عصبية عنيفة تستمر معها لدقائق فتشعل البيت حزناً وألماً وصراخاً بعدها تعود لحالتها الطبيعية ثم تنام ..عرضتها على الأطباء النفسانيين .. قالوا لى : إن مشكلتها الأساسية انها لا تريد أن تتكلم وتشرح ما تعانيه ، انها تستطيع أن تعالج نفسها لو انها افصحت عما يزعجها وعما تفكر فيه قبل ان تأتيها الحالة.
** وأنت يا "أبو محمود" ماذا تفعل أمام هذه الحالة ؟!
** بصراحة يا أخى العزيز أنا الآن أصبحت أخرج إلى خارج البيت قبيل أن تأتيها الحالة ولا أعود إلا متأخراً !
** وقبل ذلك ماذا كنت تفعل ؟!
** انا لا أدرى ماذا حدث فى المرة الأولى لأننى كنت أيضاً خارج المنزل .. كل ما أعلمه أنها تصاب بهذه الحالة لمدة دقائق ثم تعود لحالتها الطبيعية !
** مسكينة فاطمة !
** سبحان الله انه اسمها الحقيقى .
** قلت لا تشغل نفسك بمسألة الأسماء هذه !
** راح الرجل الغريب يتمتم بكلمات غير مفهومة وبين الحين والآخر يقول : "ما شاء الله لا حول ولا قوة إلا بالله" .
** طلب من الزوج أن يخلى له جميع حجرات المنزل وأعطاه فرصة لكى يفسح له المكان وبدأ فى التمتمة والمسبحة تتدلى من يده بينما نام الصغيران واختبأت الزوجة وشقيقتها فى المطبخ .
** انتهى الرجل من الدوران فى حجرات المنزل وطرقاته وأسطحه .. عاد إلى حجرة الضيوف.. أراد الزوج أن يطمئن على النتيجة .
** صرخ فى وجهه الرجل قائلاً : أنت السبب فاطمة ما بها من شىء مسكينة .. مسكينة صنعت من ماء وطينة .. اصفر وجه الزوج حين قال له الرجل الغريب :
** لم يكن أن يليق بك أن تضحك فى نفس اللحظة التى تعانى فيها فاطمة !
** أضحك ؟
** نعم كنت تضحك مع أصدقائك .. وكان محمد يضحك معك !
** لكننى لم أكن أضحك أو أسخر من حالة زوجتى .. لقد كنا نقصد صديقاً آخر !
** هذا الصديق خير منكما وخير من سليم !
** مَنْ سليم ؟!
** أنت تعرفه جيداً ؟! لماذا لم يعد صديقكم القديم يسهر معكم ؟!
** لقد سافر إلى امريكا !
** أعلم ذلك !
** لماذا تسأل عنه ؟
** لأنه نصحك ذات يوم بالاقلاع عن هذه الممارسات السخيفة التى تقومون بها !
** أية ممارسات ؟!
** أنت تعرف وأنا أعرف ولا داعى للنكران واسمعنى جيداً .. أنك رغم كل شىء ورغم حماقتك وافترائك على زوجتك وطفليك الجميلين رجل طيب .. نعم أنت شاب طيب ولكن أصدقاء الشيطان يجرونك وينادونك يومياً .. أنهم من برج "الجوزاء" وأنت من برج "الحمل" ولا تنس أن برجك هو الحمل وقد قيل أن الحمل إذا حل فى مدار القمر فى وقت معين وفى يوم معين فى فصل الشتاء فان ذلك يجلب البلاء .. وقيل إن من يولد فى ذلك الوقت يكون من أهل الشقاء .. إنهم يدعون ذلك .. ورغم أننى لا أقتنع بمثل هذه الاكاذيب (!) فاننى سمعت أنه قيل قديماً كان يقتل المولود الذى يولد فى ذلك الوقت ، وقيل ان ذلك وقت نحس يدوم عشر ليال ، وكذلك قيل ان ذلك ان كان فى آخر الزمان يكون فيه برج الحمل بين نجمين أحمر وأخضر ، فذاك يوم الفناء .
** ان الساعة علمها عند الله ، والشر والخير بيد الله .. ولا تنس ان الذين اتخذوا علم التنجيم علما ما كان ذلك إلا تأويلا لما أنزل الله سبحانه وتعالى وبحثاً عن الأسباب وسعياً وراء الخلود .. ان الحجاب الكونى الثانى فيه الشمس والقمر والنجوم .
** والآن هيا .. ضع يدك فى يدى !
** وضع الزوج يده فى يد الرجل الغريب وراح الرجل يتمتم ببعض الجمل والتعاويذ وبين الحين والآخر يصوب نظرة حادة إلى وجه الزوج فيزداد إصفراراً ...
** عدنى يا أبا محمود أن تقلع عن كل السخافات ؟!
** أية سخافات يا سيدتى !؟
** قلت لك أنا أعرف وأنت تعرف !
** أعدك .. أعدك !
** السهر والجرى وراء الـ ... لن ينفعك معك زوجة طيبة رزقك الله منها بطفلين جميلين ماذا تريد بعد كل ذلك ؟
** الحمد لله لا أريد شيئاً .
** بل تريد .
** أريد ماذا ؟
** تريد أن تجرى خلف "ميمون" لكننى سأمنعك وسأمنعه من المناداة عليك فى كل ليلة .. عدنى يا أبا محمود أن تقلع !
** أعدك سيدى أعدك !
اخذت الشر !
** والآن فلتناد على فاطمة ..
** نادى الزو زوجته .. دخلت حاملة "صينية" القهوة .. صرخ فى وجهها اتركيها .. اتركيها اتركيها تسقط .. اضطربت فاطمة سقطت منها الصينيةوالفناجين .. حاولت أن تعتذر .. لم يمهلها .
** جلست فاطمة زوأطرافها ترتعش . بشكل واضح .. كان الرجل الغريب يرتعش هو الآخر لسبب غير مفهوم وكان وجه "أبو محمود" فى غاية الصفرة ، انه يخاف أن يفضحه الرجل الغريب أمامها .
** قال لها : يا فاطمة : لماذا أنت غاضبة من زوجك ؟
** أبداً لست غاضبةمنه !
** قلت لك أنت غاضبة منه فلا تقولى لا .
** حاضر يا سيدى أنا غاضبة من سهره يومياً حتى الصباح .. انه لا يبخل علىّ ولا على الأولاد بشىء وتعب معى عند الأطباء لكنه يتركنا يومياً من العاشرة مساء وحتى الثانية صباحاً !
** لن يفعل ذلك بعد اليوم !
** يارب !
** قلت لك لن يفعل .. والمهم الآن أن تحكى لى ماذا يحدث لك وما الذى تشعرين به قبيل الحالة..
** لا أدرى بشىء سوى أنه بعد خروج زوجى أبدأ فى تنويم الأطفال وأحاول أن اكل لكننى لا أستطيع .. انتظر "أبو محمود" على أمل أن يأتى ليأكل معى لكنه لا يأتى وعندما أتوجه ناحية السرير أصاب بدوار فى رأسى وتنتابنى الحالة !
ابتعدا عنه !
** انهمكت الزوجة فى الحديث وانهمك الرجل الغريب فى كتابة عدد من الوريقات الصغيرة .. سلمها لها وقال فلتقرأى هذه الكلمات قبل النوم ولتحرصى على اداء صلاة العشاء .
** لماذا لا تداوم على صلاة العشاء يا أبا محمود ؟!
** صرخ الرجل الغريب فى وجه الزوج .. رد الزوج قائلاً : انه الشيطان الذى يجعلنى أشعر بالتعب بعد كل سهرة فلا أستطيع أن أنهض لكى اتوضأ .
** لقد راح الشيطان وابتعد عنكما .. المهم الآن ألا تبحثا عنه .. ابتعدا عنه .. ابتعدا عنه .. خسارة خسارة .. حياتكما خسارة .. أتريدان أن يصيبكما ما أصاب سكينة وزوجها ؟!
** صرخت فاطمة قائلة كرامة .. كرامة يا سيدى هلال .. حتى سكينة أختى تعرف مشكلتها ؟
** نعم أعرفها !
** سأناديها للسلام عليك !
** لقد اشترطت على زوجك ألا أتحدث مع أحد سواكما ولن أعالج أحداً غيركما .. عندى مشاغل ومواعيد وأعمال .
** سأنتظر منكما النتيجة .
** بالله عليك يا سيدى هلال لا تحرجنا بالله عليك أقبل هديتنا :
** استغفر الله ما هذا .. أعوذ بالله ابتعدا عنى .. أنا لا أقبل الهدايا .. اتركانى أمضى .
الرجل يرتعش !
** كان الرجل الغريب يرتجف من الخوف .. من ماذا ؟ انه سر غامض وكان السائق قد أتى وغادر الرجل المكان متوجاً بالدعاء بطول العمر والصحة والسعادة .. وفى الفندق لم ينم ليلته!!
** فى فجر اليوم التالى دق هاتف حجرة الرجل الغريب رقم "" ، كان صوت "أبو محمود" قوياً .
** استيقظ الرجل الغامض . خرج من حجرته من الفندق الفاخر . جلس فى كافتيريا الفندق لتناول افطاره .. أخبره موظف الاستعلامات أن المكالمات الهاتفية لم تنقطع من امرأتين ورجل !
** من خلف زجاج الكافيتريا لمح الرجل الغمض امرأتين تصطحبان طفلاً وطفلة ، انه محمود وأخته .. وها هى فاطمة تصطحب أختها وتأتى إلى حيث يقيم الرجل . توجهتا الى موظف الاستعلامات لتسألانه عن المدعو هلال لكنه سارع باللحاق بهما قبل أن تصلا إلى الاستعلامات . حياهما ودعاهّما لتناول القهوة وفور ان جلستا صرخ فى وجه فاطمة .. بالله عليك هل هذا تصرف يليقبأخت مسلمة ؟!
** اضطربت المرأة ولم تستطع الاجابة .. انهال عليها بالاسئلة والتأنيب هل أخبرت زوجك بهذا المشوار ؟ هل رضى عن ذلك ؟ ألم أقل لكما ابتعدا عنى وإلا دخلتما من جديد فى الدائرة ! ألم أقل أننى لن أعالج سواكما لأننى مكلف بذلك ! لماذا أتيت بأختك إلى هنا ؟!
** راحت المرأة تعتذر وتقسم أن نيتها صافية تماماً وانها بعد أن تيقنت من "سره الباتع" جاءت من أجل أختها .
** نظر الرجل الغامض يمنة ويسرة قائلاً بحسم :
- اذهبا فى البيت ويفعل الله ما يريد
وسقط الكوب على الأرض
** هبت المرأة وشقيقتها واقفتين .. اضطربت الشقيقة ، مد الرجل يده خفية إلى كوب موجود على حافة المائدة حركه بيده .. سقط الكوب على الأرض .. اعتذرت الشقيقة قال لها : دعيه .. اتركيه .. الحمد لله .. مبروك ..
الضحية الثانية
** كان الرجل الغمض مرتبطاً بعدة مواعيد أخرى وفىالمساء تحدث مع "أبو محمود" وطلب منه أن يأتيه ليأخذخ إلى بيته .. طلب منه أيضاً قبل أن يأتى أن يتوجه لزوج سكينة ليصطحبه معه.. فرد أبو محمود : لكننى لا أحدثه منذ أكثر من شهر ، لقد رفض كل الوساطات وكل المساعى الهادفة للصلح وهو يحبها وأنا متأكد من ذلك .. لكنها الغيرة .
** دعنا من ذلك الآن .. لابد من المرور عليه .. قل له أننى أريد أن أراه لأمر مهم !
أمك كانت ..
** نصف ساعة مضت قبل أن يتحدث أبو محمود من استعلامات الفندق .. نزل الرجل الغامض.. حاول أبو محمود أن يحمل الحقيبة بدلاً من الرجل .. نهره الرجل قائلاً : أنا أولى بحملها !
** أمام السيارة وقف زوج سكينة أو مطلقها مندهشاً ، فاجأه منظر الرجل الذى بادره بقوله : أهلاً أبا محمد .. رحم الله أمك .
** نظر مطلق سكينة إلى زوج فاطمة .. فهم الرجل الغامض أنه يريد أن يقول أننى لم أنجب بعد فكيف ينادينى بأبى محمد ؟! كررها الرجل الغمض .. لا تندهش يا أبا محمد أمك رحمها الله كانت تتمنى أن تأتى بولد وستسمه "محمد" ولسوف تفعل بإذن الله .
** استراح الرجل الغامض لصوت الرجل الغامض ولسيرة أمه ولبشرى الانجاب ولحسن اختيار الاسم .. قال مبتهجاً أهلاً بك فى بلدك .. لقد حدثنى أبو محمود عنك فى السيارة ولا أدرى لماذا اقتنعت بسرعة بما رواه لى .. اننى لم أحدث أبا محمود منذ أكثر من شهر لكنه فور ان جاء وقال لى اننا سنذهب اليك وافقت علىالفور .. أليس كذلك يا أبا محمود ؟!
** نعم .. نعم .. لقد رحب على الفور .
** لم يكن ليستطيع سوى ذلك ! انها ساعة محددة كتب عليه فيها أن يلتقى بى .
المصيدة !
** لم ينقطع الحديث فى السيارة عن صلاح الرجل الغامض وتقواه وبين الحين والآخر يسأل الرجل الغامض سؤالاً ثم ينتقل بعدها إلى موضوع آخر .. وهكذا حتى وصل الركب إلى المنزل .
** قال الرجل الغامض : كنت أتمنى أن يكون هذا اللقاء فى منزل الأخ ابراهيم !
** رد أبو محمود قائلاً : البيت بيته وبيتك أيضاً ولا فرق بيننا .. لكن قل لى كيف علمت أن أسمه الحقيقى ابراهيم .
** وأنا قلت لك قبل ذلك أكثر من مرة لا تشغل نفسك بمسألة معرفتى للأسماء !
** اشترك ابراهيم فى الحديث قائلاً : ما رأيكم ان نتناول القهوة فى بيتى ؟!
** رد الرجل الغامض لكنها لن تستطيع الذهاب معنا !
** من ؟!
** سكينةالمسكينة !
** ساد جو من الصمت والحرج قطعه صوت الرجل الغامض وهو يقول : الينا بالقهوة يا أبا محمود !
** فهم أبو محمود أن المقصود هو أن يتركهما معا فراح يعد القهوة .
** فى أى شهر ولدت يا ابراهيم ؟!
** فى شهر فبراير .
** شهر الدلو .. اسمعنى يا إبراهيم :
** ان الانسان جرم صغير انطوى فيه العالم الأكبر .. والبروج الاثنا عشر هى مخرج كل قوة علوية الى العالم السفلى باتصال مع الانسان .. صورة الانسان ينبغى أن تعلم انا كالتالى :
** برج الحمل والعقرب للعينين ظن والثور والميزان للأذنين والجوزاء والسنبلة لفتحى الانف ، والسرطان للفم ، والأسد للسرة ، والقوس والحوت للثديين ، والجدى والدلو للسبيلين ، والحواس الخمس للمريخ وعطارد والمشترى والزهرة وزحل .
المشكلة فى بلقان
** ان النفس كالشمس والقمر للعقل لكن مشكلتك هى الوهم !
** الوهم ؟!
** نعم الوهم .. انك يا ابراهيم تتوهم أشياء غير حقيقية !
** كيف ؟
** تتوهم أحياناً أن سكينة لا تميل اليك أليس كذلك ؟!
** نعم والله !
** لكن المشكلة فى بلقان !
** من هو بلقان ؟
** بلقان هذا استطاع أن يملأ قلبك بالغيرة والوهم وجعلك متوتر الأعصاب ، تثور فى وجه سكينة لأقل سبب وحين تعود لمصالحتها تكون هى الأخرى متوترة فيحدث الانفصام !
** أى إنفصام ؟!
** لا أعرف ولا تسأل !
** أتريد سكينة ؟!
** نعم .. لا .. أنا أقول إن هذا موضوع انتهى وكل واحد راح لحال سبيله .
** الموضوع لم ينته .. انك لا تستطيع ان تنام ولم تعد تأكل مثلما كنت تأكل .
** نعم .. نعم ..
** لم يجبك طهو سكينة رغم انها طباخة ماهرة ..
** لا والله كان يعجبنى .
** لم يعجبك لهفتها عليك واسئلتها .
** انك تتذكر معاناتك فقط ولا تتذكر معاناتها .
** هى .. تتذكر فوران دمك والصداع الذى أصابك ولا تتذكر حالها .
** لم تكن مثلى .. كانت أعصابها أهدأ !
** أبداً لقد كانت لا تصدق ما يجرى .
** لكنها قالت لى : طلقنى .
** قالتها بعد أن قلت لها انك تكرهها ولا تريدها !
** انها تكذب عليك لم أقل ذلك بالتحديد .
** انت الكذاب .
** كيف ؟!
** تقول انها قالت لى وأنا أقسم لك الآن أننى لم أتحدث معها :
** من أين اذن أتيت بهذه التفاصيل ؟!
** لا تشغل نفسك .. لا تسأل .. ستتعب كثيراً .
** لكننى لن أكمل الحديث معك قبل أن تخبرنى بكيفية حصولك علىهذه المعلومات .
** سأقول لك بشرط أن تقول لى لماذا لم توافق صديقك علىالزواج بقريبته .
** سبحان الله .. الآن فقط أستطيع أن أكمل الحديث معك .
** ولن تسألنى .
** لن أسألك .
اللقمة السائغة
** استوى المسكين تماماً وأصبح لقمة سائغة أمام الرجل الغامض .. راح يحكى ويحكى عن أدق التفاصيل .
** وضع الرجل يده فى يد ابراهيم .. تمتم بكلمات غير مفهومة وبين الحين والآخر يصيح : اذكر الله.
** هل تسمح لى برؤية سكينة ؟!
** نعم .. نعم يا سكينة تعالى هاتها يا فاطمة !! كانت هى المرةالأولى التى ينادى فيها زوجته الاسبقة منذ طلاقهما .. ناداها بثقة وكأنها زوجته .
** دخل أبو محمود حاملاً ما لذ وطاب من الفاكهة وتبعته فاطمة حاملة صينية القهوة .. ولم تأت سكينة .
** نهضت فاطمة قائلة : سأنادى سكينة .. لعلها متحرجة .
** ليست متحرجة .. هكذا قال الرجل الغمض .. انها مسكينة .. انها مسكينة .. اتركيها الآن !
** وأتركونى أمضى .
** نتركك كيف ؟! لماذا لا تكمل المشوار وتحل لنا هذه المشكلة ؟!
** انتهى المشوار وانتهت المشكلة .
** كيف ؟!
** اسألوا ابراهيم واسألوا فاطمة .
** دعونى أمضى .. دعونى أمضى .. بالله عليكم لا تفضحوا أمرى لقد أتيت لكم رغم مشاغلى ورغم أننى فى زيارة خاصة . ** الحمل ثقيل .. الحمل ثقيل .. لا تثقلوا علىّ أكثر .. الأعباء كبيرة .. الحجج لا تنفع مع بلقان والأحمر !!
|